الخميس، سبتمبر 24، 2015

كيمياء الحظ ..

يروى أن الخليفة عمر بن الخطاب وقف على كرسي ليمسك بقنديل كان يضيء الدار حيث كان يتحدث أمام جمهرة من المؤمنين ويعيد تعبئته بالوقود المستخدم في ذلك الزمن، بعدما خف نوره وانطفأ.
اعترض الحاضرون على ما فعله أمير المؤمنين ولم يتقبلوا فكرة أن يقوم الخليفة بنفسه ليملأ زجاجة القنديل ويضيئه قبل أن يعيده الى مكانه، ووقف أحدهم وقال له: " يا مولانا نحن هنا لخدمتك، ولست لخدمتنا..". توجه أمير المؤمنين الى الملأ وقال لهم:
" ما عليكم، قمتُ وأنا عمر، وأصلحته ورجعت وأنا عمر..".
ذات يوم قال "لاوتسي":
"إن المحبة والخير المطلق هما كالماء، فالماء يعمل لأجل جميع الكائنات ولا يطلب أية شهرة، والماء يقتنع في البقاء في الأمكنة المنحدرة التي لا يرتضيها أحد..".
فعلى الذين يتمثلون بعنصر الماء أن يتواضعوا ، أن يكونوا خيّرين ، مخلصين ، ذوي حكمة واستبصار وقناعة ، وليجانبوا مصالحهم الذاتية ليصلوا الى الأمان والاطمئنان..
لقد أصبح كل شيء مكشوفا ...
ولا شيء مستوراً في هذا العصر ...
عصر وسائل التواصل الاجتماعي ....
وإلا فما نفع الإنسان من وسع الدنيا إذا كان حذاؤه ضيقاً كما يقول المثل الصيني القديم
كم نتمنى ألا نصل لوقت نقول فيه مع الشاعر العباسي ابن الرومي في لحظة غضب حين قال :

"إن للحــــظ كيميـــــاءَ، إذا مــــا مــــــسّ ..... أحـــــــاله إنسانـــاً..

ليست هناك تعليقات: